قررت مؤخرا أن أضع نقطة في نهاية السطر وذلك إيذانا مني بانتهاء رحلة كفاحي في مقر عملي الحالي والبدء بجملة جديدة أخرى قد تكمل ما سبقها ولكن في مكان آخر لطالما كان وضع نقطة في نهاية الجملة يشكل لي شغف لبدايات وأسطر جديدة.

وأيضا، لأنها تضع حدا ونهاية لمرحلة ستمضي من حياتي بكل ما فيها وحتما ستفتح آفاق جديدة لتجارب وتحديات أخرى قادمة سأتعلم منها أكثر مما تعلمته في السابق من حياتي.

هذه النقطة البسيطة تحمل في طياتها الكثير من المعاني، إن هذه النقطة في أحايين كثيرة تقول ما لا نستطيع أن نبوح به .هذه النقطة هي من تنبهنا للانتقال إلى سطر جديد ولولاها لما انتقلنا إلى سطر آخر بل لبقينا في ذات الجملة وذات السطر إلى ما لا نهاية، بين شتات البداية والنهاية والتي لا تقودنا غالبا إلا إلى فراغ خاوٍ من أي شيء.

أتساءل أحيانا بيني وبين نفسي، هل حقا في استطاعتنا ولنا من القدرة والثقة ما يجعلنا نضع هذه النقطة، وهل باستطاعتنا إنهاء جملة وسطر في حياتنا لننتقل إلى سطر آخر جديد؟ في بعض الأحيان نحن بحاجة فعليا في حياتنا إلى وضع تلك النقطة لنمضي ونكمل المسير نحو معترك آخر في دروب هذه الحياة. هي نقطة بسيطة، وها أنا ذا أضع النقطة الخاصة بي بعد تردد وتفكير طويل قررت وضع تلك النقطة، لأنني بكل بساطة شعرت أنني بحاجة لهذه النقطة حتى أنهي كل شيء وابدأ مرة أخرى سطرا جديدا مختلفا بكل المقاييس

فلما لا نضع هذه النقطة “.” في آخر ذلك السطر ونمضي.

النهايات هي في حقيقة الأمر بدايات، لذلك لن أقف كثيرا بعد الآن على الأطلال بل سأبحث وأنقب عن صوت عصفور يتسلل وراء الأفق مع بزوغ ضوء أمل وحلم وشغف جديد.

سأعيش لحظات شروق فرصة متجددة أرتب خلالها أيامي القادمة لعل الفاتحة الجديدة تكون في طياتها الخير والسعادة لي.

سأمنح نفسي دائما الثقة لأن تلك الثقة هي من ستجعلني أسير بإيجابية وثبات ولا أنظر ورائي مهما كانت الاغراءات المتاحة. كم من الجميل أن ننتشل ذواتنا من كل الطرقات التي تشكل حجر عثرة أمام خطواتنا.

أحبب نفسك في مختلف حالاتها وامض قدما، بلا شك جميعا ودون استثناء نعاني من صعوبات وتقلبات وظروف مختلفة في حياتنا، هنا يجب عدم الاستسلام لذلك بل من الأجدر أن نقاوم ذلك كله بالسعي والبحث عن حلول جذرية وبالتالي الصمود في وجه كل تلك التحديات وفي النهاية سنتغلب عليها بكل اقتدار.

جميعنا نحتاج تلك النقطة لبداية سطر جديد في الحياة .